

الأمم المتحدة تجدد دعوتها لوقف الحرب في السودان وتسهيل وصول المساعدات إلى الفاشر

جددت الأمم المتحدة دعوتها العاجلة إلى وقف الحرب في السودان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، وعلى رأسها مدينة الفاشر التي تعيش حصارًا خانقًا منذ أشهر، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية التي وصفتها المنظمة بأنها "الأسوأ في إفريقيا خلال العقد الأخير".
وخلال زيارتها الميدانية إلى السودان، أكدت دينيس براون، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن مدينة الفاشر تمثل اليوم "مركز الأزمة الإنسانية في دارفور"، مشيرة إلى أن مئات الآلاف من المدنيين يعيشون أوضاعًا مأساوية بسبب استمرار القتال وتعطّل الممرات الإنسانية.
وقالت براون، في تصريحات نقلها مركز إعلام الأمم المتحدة، إن أكثر من 600 ألف نازح يقيمون حاليًا في منطقة طويلة، على بُعد نحو 50 كيلومترًا من الفاشر، بعدما فرّ معظمهم من المدينة والمناطق المجاورة هربًا من العنف الذي اندلع منذ أبريل 2023.
وأضافت أن فرق الإغاثة تواجه صعوبات هائلة في الوصول إلى المحتاجين، موضحة أن بعثتها استغرقت خمسة أيام وقطعت أكثر من 5000 كيلومتر عبر ثلاث دول وثلاث طائرات للوصول إلى طويلة، بسبب تعقيد خطوط الجبهات داخل السودان وانعدام الأمن في الطرق المؤدية إلى مناطق النزاع.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، يدفعون ثمنًا باهظًا للحرب المستمرة، لافتة إلى قصص مأساوية لنساء فررن من الفاشر بعد مقتل أزواجهن وأطفالهن. وقالت: "الاحتياجات الإنسانية ملحة للغاية، لكن الأولوية القصوى تظل وقف العنف وضمان الممرات الآمنة للمساعدات".
وأكدت براون دعمها لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن المنظمة تعمل على جميع المستويات لتأمين مرور آمن لقوافل الإغاثة، لكن غياب الضمانات الأمنية يمنع حتى الآن تحرك الشاحنات والفرق الميدانية.
كما شددت على ضرورة وقف العنف الجنسي ضد النساء الذي بات يُستخدم كسلاح حرب، موضحة أن الأمم المتحدة وثقت حالات اغتصاب واستعباد جنسي واعتداءات ترقى إلى مستوى التعذيب، واصفة الوضع بـ"القبيح للغاية" والمستمر دون أي مؤشرات على التراجع.
وتحدثت المسؤولة الأممية عن تفشي سوء التغذية والأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك نتيجة انهيار سلاسل الإمداد وندرة المياه النظيفة وارتفاع أسعار المواد الغذائية، مؤكدة أن المدنيين في مناطق دارفور وكردفان يعيشون في ظروف "لا تُحتمل".
وأوضحت أن عدد المحتاجين في السودان تجاوز 30 مليون شخص، بينما بلغ عدد النازحين أكثر من 10 ملايين، في حين لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية سوى بنسبة 25% فقط، وهو ما يعوق جهود الإغاثة.
واختتمت براون تصريحاتها قائلة إن الوضع الإنساني في السودان "كارثي بكل المقاييس"، وإن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لضمان وقف الحرب وتسهيل وصول المساعدات إلى المدنيين العالقين في الفاشر ومختلف ولايات السودان.
